اتجاهات:خاص:بقلم ضياء الدين الليثي

استطاعت ان تشق طريقا في واقع صلد ،وان تغير الكثير من المفاهيم لدى محيط اجتماعي متضخم بالذكورية لدرجة نسف الثقة بإمكانية المرأة وقدراتها الإدارية ،بل وفي تفكيرها وسلوكها.

قدمت آمنة العمراني من الريف اليمني متسلحة بإرادة الفلاح المرتبط بحميمية بالأرض ،تحتفي بالمواسم وتفاصيلها بالريح والغيوم بالمطر والرعد ،وشكلت مع هذه التفاصيل مجتمعة لوحة مغايرة للمرأة اليمنية..أعادت مجدا لليمنية الأصيلة ،رغم غياب مقومات إثبات الذات ،شيدت مملكة خاصة بها بعصامية ومثابرة وايمان خالص بنبل فكرتها وحقها الطبيعي في صناعة مجد وشرف يثير الإعتزاز ويجلب الإعجاب.
ففي الوقت الذي يعزف المزارعين فيه عن مواصلة زراعة المحاصيل بسبب غياب المؤسسات التسويقية ،وخيبات الأمل الذي يسببه الكساد والبوار في المواسم ،وبالتالي تجرع الخسارات..انبرت آمنة العمراني لتؤسس شكلا مطمئنا وتبني اوعية لإستقبال البرتقال من المزارعين وبأسعار تحقق حالة من الرضى بين المزارع والوسيط والمستهلك ،ومن ثم الإستمرار في انتاج هذا النوع من المحاصيل الزراعية اليمنية المتسمة بالجودة.
عن جدارة وبعيدا عن صفقات الفساد ،وحشد المؤيدين غدت ملكة للبرتقال ،فأعادت الى الأذهان امجادا قديمة شيدتها جداتها بلقيس واروى اللواتي صتعن حضورا وحضارات ماتزال الأجيال تستقي وتستلهم منها دروبا للنهوض والمضي صوب المستقبل.
وحينوغدت آمنة العمراني عن استحقاق ملكة لمملكتها المزدهرة ،لم يقتصر دورها على السوق وحركته التجارية ،فشعورها بفاعليتها كعنصر ايجابي ومتفرد الزمها بدور آخر انساني واجتماعي خارج سياق الربح والخسارة وثقافة السوق ،فكان لها اسهامات اجتماعية وانشطة انسانية تتسم بالنبل والخير ،فتساعد المحتاج وتنفق على الفقراء وتتحمل نفقات علاج مريض ،وتيسر على معسر.
واقتصر دورها السياسي على تقديم النصح ،والسعي بصوت جهوري الى تغليب المصلحة الوطنية ،داعية القوى السياسية الى الخروج من مربع المناكفات والمكايدات الضيق الى فسحة الوطن الكبير الذي سيبدو سعيدا حين تستقي نخبه خطابها وادائها من حاجات ابنائه وحقهم في حياة تليق بهم.

رحلت ملكة البرتقال عن حياتنا ،وانتقلت الى بارئها بعد ان عملت الكثير ورسمت دروبا واملا لمن يريد ان يغدو فاعلا ومؤثرا في هذه الحياة ..رحم الله آمنة العمراني والهم اهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان.
 
Top